نص كلمة مها الدوري التي ألقتها داخل مجلس النواب
بسم الله الرحمن الرحيم
{... اُذِن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير}.
إخوتي وأخواتي وأهلنا في البحرين الحبيبة:
أنتم اليوم تعيشون الألم لتصنعوا الأمل، تحتملون الجراح، وتُثخن أجسادكم بها، تحتملون أن تُثخن أجسادكم بالجراح حتى تتفادوا الجرح في عزتكم، في كرامتكم، في إيمانكم ومستقبلكم.
أنتم الأقوياء، خرجتم عزّلاً، تواجهون بصدور مؤمنة، بحقها في الحياة الكريمة مؤمنة بالله، وإن الله يبغض العبد الضعيف الذي يملك القوة، ولكنه لا يستعملها، أو الذي يوحي لنفسه بالضعف دائماً. خرجتم بصدوركم تصدّون الدبابات والترسانة العسكرية الوحشية؛ فأبداً لم تكن القلّة والكثرة في يوم معياراً للقوة والتاريخ يذكرنا بمعركة الخندق وكيف نصر الله سبحانه وأعزّ القلّة وهزم الكثرة، شرّد المحاصِرين وأعز المحاصَرين.
وأنا أسأل: أين دور الأمم المتحدة؟
إننا نجد دورها فعّالاً عندما يُقتل جندي صهيوني فإنه يقوم ولا يقعد، أما شهداءنا في الدول المستضعفة فلا أحد يسأل عنهم! ولا نجد رد فعلٍ إنساني تجاهنا.
وها هي دول الإستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا الشيطان الأكبر، تتبجّح بأنها راعية الإنسانية، لا واللهِ، لا واللهِ، وإنما هي راعية الدموية، وهي التي أقامت دولتها على إبادة الهنود الحمر، فالمؤامرة والفتنة بدأت من أمريكا، وخطط لها البيت الأسود، ولكننا نقول لهم: نحن شعب عندما نريد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.
نضم صوتنا إلى الشعوب المطالبة بحقها، والشعب البحريني، وعلينا جميعاً دعم هذا الشعب المظلوم، ودعم صموده بكل ما نستطيع.
أخوتي: كل التقدير والإحترام لموقف المجاهدين المتظاهرين في البحرين، فهم شعب دلَّ على أصالته بصبره ومبدئيته وأنهم كلما ازدادوا وحشية ضده ازداد هذا الشعب صلابة لأنه شعب تربى على مبادىء الإسلام وكان الصل في فكره وعاطفته وحركته.
وندعو الشعوب العربية عدم السكوت على المجازر "البحرسعودية" التي سقطت بندقيتها ـ سقطت بندقية هؤلاء الحكام الخونة ـ أمام الصهاينة لكنهم رفعوها بوجه شعوبهم، فسقط ماء وجههم، فلا حياء ولا حياة لمن تنادي، وبدأوا يستعرضوا عضلاتهم، على المواطنين العزّل.
إنهم اليوم(هؤلاء الحكّام الجبناء) ينفذون أجندة صهيونية، لأنهم يعلمون أن الشعوب إذا تخلصت من الطواغيت الجاثمة على صدورها، تتوحّد وتتوجّه إلى قدس كل المسلمين، قدس فلسطين ليتحقق الخلاص؛ لهذا دقَّ جرس الخطر في البنتاجون الأمريكي، والموساد الإسرائيلي؛ فسارعت إلى إعطاء الضوء الأخضر لقمع التظاهرات وذبح المواطنين العزّل على يد حكّام السوء الذين أبقتهم فتاوى علماء السوء ـ وأنا أقول عملاء التكفير ـ على كراسيهم طويلاً، فما يجري في البحرين كارثة إنسانية أظهر بشاعتها صمود وتضحية ـ البارحة كانت اتصالات من بعض الأخوة الأطباء في البحرين، يقولون: المستشفيات المركزية في البحرين، يسمّونها مستشفى السلمانية كمستشفى مدينة الطب عندنا، هذه المستشفى مطوّقة، يمنع أي جريح أن يصل إليها، ولذلك معظم الجرحى يموتون) هنالك كارثة حقيقية، باليوم تصل إلى أربعمائة خمسمائة جريحاً، أو ألف وخمسمائة حسب ما وصل البارحة ـ.
لا يوجد دم، لا يوجد بنج، لا يوجد إبر لا خياطة، لا أي شيء، هنالك حصار حقيقي، الجرحى يموتون.
وهنالك كارثة إنسانية أظهر بشاعتها صمود وتضحية الأخوة في البحرين، وإلا فقد أدارت عنها وجهها الكثير من وسائل الإعلام، التي كانت تدّعي المهنية فسقط القناع وسقط ما بقي من ماء الوجه، فأصبحت وجوهها بلا بلل وبلا حياء.
أنا اليوم أدعو المجتمع الدولي ـ إذا كان هنالك بقايا من عدل وإنصاف ـ وأدعو الدول العربية والإسلامية، إلى اعتبار حكّام آل سعود، وحكام البحرين الذين قاموا بارتكاب هذه الجرائم المروّعة، اعتبارهم مجرمي حرب وإبادة جماعية.
وأقول لهم ما قال السيد محمد محمد صادق الصدر( قدس سره): مهما تكن الجهة القابضة على السكين فإنها تعود إلى تلك الجهة.
ونقول لهم كما قال السيد الشهيد الصدر الثاني: إن استطعتم السيطرة على أجساد المجاهدين فأبداً لن تستطيعوا السيطرة على قلوب وعقول هؤلاء المجاهدين.
وأقول لهم ما قال سماحة السيد الشهيد الأول محمد باقر الصدر(قدس سره): الجماهير أقوى من الطغاة وستسقط الطغاة بإذن الله.