سعد الكعبي
منذ عدة سنوات ظهرت النائبة د: مها الدوري كظاهرة فريدة من نوعها في الحكومة العراقية والشارع العراقي ،كناشطة نسويه أخذت على عاتقها هموم وطنها الجريح الذي لازال ينزف دما عبيطا جراء الحروب والفتن التي لحقت به , فكانت امرأة تحمل قلبا كقلب الرجال, فقد كسرت ظاهرة الخروج من عنق الزجاجة لتواجه المستحيل والعقبات الكؤود لتقدم نفسها كقربان لهذا الشعب الذي عانى المصائب والحرمان والجوع والقتل, وبحق كانت على منهج الزينبيات اللاتي آبين ألا يعشن ألا أحرار وسط زحام الأحزاب والاختلافات ومرارة السنين القاتلات. مها الدوري كناشطة سياسية نبعت قدراتها وأخذت على عاتقها مها من الصدر الثاني ( قد ) فمن تلك السنين العصيبة كرست نفسها لخدمه الدين وحمل الهوية الوطنية مستغله من شهادتها الجامعية التي خدمتها في الانسجام والتأقلم مع المجتمع العراقي والنساء فكانت من المواظبات على صلاة الموت ( صلاة الجمعة ) لترضي الرب ولتنصر الأمام الحسين عليه السلام الذي نادى قبل مئات السنيين هل من ناصرنا ينصرنا أهل البيت فكانت التلبية لنصره الدين وإحياء شعائر الله ونصرة ذرية الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم رغم وجود عيون واذناب البعث الذين كانوا لها بالمرصاد ألا أنها استطاعت وبرعاية الله تعالى أن تنجي مع عائلتها من مصائد واحبال البعثفأتيحت لها الفرصة لتهاجر إلى المنفى لبضع سنيين وشاء الله ان تعود الى الوطن الأم بعد إحداث 9/4/ 2003 . وما أن ظهر السيد القائد مقتدى الصدر (دام عزه) في كوفان النجف ليعلن عن تأسيس التيار الصدري ألا وكانت الأخت مها الدوري في طليعة الملبيات لتلك الصرخة الصدرية التي دوت في باحة مسجد الكوفة . فنذرت نفسها منذ تلك الساعات والأيام خدمة لهذا الوطن المغيب المستوطن وتذب عنه بكل مالديها من ثقافة دينية وسياسية ،وكسرت طابع الخوف وخرجت من مجمع الخضراء لتكون أول نائب في البرلمان يخرج واضعا روحه على راحة يديه ليواسي ابناء هذا الشعب متحدية الارهاب والقتل ،وبحق كانتتستوحي البطولات من سيدها ومعلمها الصدر الثاني (رضوان الله عليه) يوم خرج مواجها السلطات البعثية ويلتقي مع شعبه فكانت وكان القدر الإلهي ان تسكن في مدينة الصدر تلك المدينة المهمشة مدينة الفداء ومصنع الابطال والعلم, فهذه المدينة التي دفعت ضريبة حبها لأهل البيت ولذلك السبب تناوبت السلطات التي حكمت العراق لتهميشهم واقصائهم وابعادهم عن دورهم التاريخي الذي رسمه الله لهم , فسكنت في بيوت خاوية من العروش مليئة بالايمان بالله ،تلك المدينة التي تحكي الروايات والحكايات و حب الوصي ومظلومية أهل البيت وكلمة الحق ونصر المظلومين وطيبه اهلها وفقرهم فقاسمت معهم رغيف الخبز وشحه المياه وانقطاع التيار الكهربائي والحصار المستمر ولم تكتفي بذلك بل حولت صالة الاستقبال لدارها الى غرفه يدرسن فيها الزينبيات دروسا حوزوية وحل قضايا النساء الارامل والمحتاجات وكسوة الاطفال اليتامى . كل هذه الخدمات التي اخفتها الدكتوره قد أغفل عنها الاعلام ،فهي بذلك تروض نفسها نحو الكمال الالهي فكرهت ان تظهر هذه المواقف اعلاميا كي يكون عملها خالص لله تعالى بعيد عـــــن الرياء ويـــوم 7/ اذار عام 2010 خرج ابناء هذه المدينة يوم الانتخابات ليضعوا قلوبهم في صناديق الاقتراع ليهدوا قلوبهم لأختهم المتواضعه لتحصد اكبر نسبة من الاصواتبينالمرشحات للبرلمان , وبحق كانت امرأة من ذهب خالص مصفى لا كدر فيه ولاشوائب .